لسنوات، كان المدربون وأخصائيو التجميل وحتى بعض المتخصصين في الصحة يكررون أن تناول الفاكهة ليلاً يسبب زيادة الوزن. لقد خلق هذا الاعتقاد حاجزًا عقليًا لدى العديد من الأشخاص، مما دفعهم إلى استبعاد التفاح أو الكمثرى أو شريحة البطيخ من العشاء. ولكن هل هذا الاعتقاد له ما يبرره حقا؟
في هذه المقالة سنخبرك إذا من الجيد تناول الفاكهة على العشاء في الليل وما هي أكثر الخرافات المنتشرة حوله.
ما هو أصل الأسطورة القائلة بأن تناول الفاكهة يسبب زيادة الوزن؟
تبدأ الرحلة عندما يرغب الشخص في إنقاص وزنه ويستخدم الطريقة التقليدية لتخفيض السعرات الحرارية دون تردد. نظرًا لانخفاض محتوى السعرات الحرارية ووفرة الفيتامينات في الفاكهة، هناك افتراض خاطئ مفاده أن استبدال وجبة عشاء نموذجية، مثل حساء المعكرونة وشرائح سمك النازلي بالحساء، بسلطة فواكه سيؤدي إلى فقدان الوزن. هذا المنطق الخاطئ هو ما يدفع العديد من الحميات الغذائية المقيدة بشكل مفرط.
تدرك لوسيا بولتو، اختصاصية التغذية المحترمة وعضو الأكاديمية الإسبانية للتغذية وعلم التغذية، أن المحتوى العالي من الماء وانخفاض السعرات الحرارية في الفاكهة ساهم في انتشار الاعتقاد بأن دمج الفواكه في النظام الغذائي يمكن أن يساعد في إنقاص الوزن.
وباعتبارها خبيرة في هذا الموضوع، فهي تؤكد بشدة أنه ليس من المستحسن تناول الفاكهة فقط على العشاء بشكل منتظم. تستند هذه التوصية إلى سببين رئيسيين. في المقام الأول، إنه يبتعد عن العادات وأنماط الأكل الموجودة في النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط. ثانياً، والأهم من ذلك، على الرغم من أن الفواكه مغذية بلا شك، إلا أنها لا تشمل جميع العناصر الغذائية الأساسية اللازمة لأداء الجسم الأمثل.
ووفقا لها، فإن عدم تناول ما يكفي من الطعام يمكن أن يسبب صعوبات في النوم، لأن الشعور بالشبع يتناقص بسرعة. وهذا بدوره يؤدي إلى تفاقم الأرق أثناء الليل ويجعل من الصعب الحصول على نوم جيد أثناء الليل. على الرغم من أنه يوصى بإدراج الفاكهة في وجبة العشاء، إلا أنه يجب أن تكون مصحوبة بأطعمة أخرى.
ليست الفاكهة نفسها هي التي تشكل مشكلة. تناول التفاح والبرتقال والفراولة أو أي فاكهة أخرى في الليل لا يمثل مشكلة. القلق الحقيقي يكمن في الاعتماد فقط على الفاكهة كوجبة كاملة. «الفاكهة جزء مغذ وحيوي بشكل لا يصدق من نظامنا الغذائي. "ومع ذلك، مثل أي طعام آخر، يجب دمجه في خطة الأكل المتوازنة بحيث يكون لها تأثير إيجابي على صحتنا العامة"، يوضح بولتو.
مكونات الفاكهة
وتشمل المكونات الرئيسية للفاكهة الماء والألياف والمعادن والفيتامينات والسكريات الطبيعية. ومن المهم الإشارة إلى أن هذه السكريات تختلف عن السكريات المضافة الموجودة في المعجنات أو المشروبات الغازية أو ما نضيفه إلى القهوة. تناول الفاكهة يمكن أن يسبب ارتفاعًا سريعًا في مستويات السكر في الدم. وللتخفيف من هذا التأثير، يوصي الخبير بدمج الفاكهة مع الزبادي، وكذلك دمج المكسرات أو البذور. في حين أن تناول الفاكهة بهذه الطريقة في بعض الأحيان لا يمثل مشكلة، فمن الضروري التأكد من أن بقية نظامنا الغذائي يوفر الطاقة والمواد المغذية اللازمة عند اعتماد هذه الممارسة على أساس يومي.
للحصول على عشاء مثالي، اقترح مزيجًا من الخضار النيئة أو المطبوخة والأطعمة الغنية بالبروتين مثل البيض أو السمك أو اللحوم الخالية من الدهون أو منتجات الألبان. بجانب، إن تضمين حصة من الحبوب الكاملة مثل الخبز أو المعكرونة، أو الخضروات الجذرية المطهية على البخار/المسلوقة، وتجنب الخيارات المقلية، يكمل العشاء المثالي.
فهل ينصح بتجنب هذه الفواكه نظرا لمحتواها العالي من السعرات الحرارية؟
ويوجد فيها التين والموز والعنب من أكثر الخيارات كثافة بالسعرات الحرارية، حيث تبلغ 70 و89 و68 سعرة حرارية لكل 100 جرام، على التوالى. ومع ذلك، حتى هذه الفاكهة تقع تحت علامة 100 سعرة حرارية، وهو ما يتناقض بشكل صارخ مع أكثر من 300 سعرة حرارية الموجودة في كعكة دونات واحدة أو كيس من الوجبات الخفيفة المقلية.
إن أهمية تناول ما لا يقل عن ثلاث حصص في اليوم تتجاوز مجرد تناول السعرات الحرارية. إنه يؤثر بشكل مباشر على رفاهيتنا. بدلاً من التركيز على عدد السعرات الحرارية في كل حصة، فإن المفتاح هو تنويع خياراتنا، وإعطاء الأولوية للمنتجات الموسمية واختيار الخيارات من مصادر محلية.
هل من الجيد تناول الفاكهة في الليل؟
وفقا لبولتو، الذي يدافع عن مفهوم التغذية الزمنية، من المهم أن نأخذ في الاعتبار توقيت وجباتنا. تتغير متطلبات الجسم الغذائية على مدار اليوم، لذا من المفيد تناول أطعمة معينة في أوقات محددة. في الصباح، عندما نحتاج إلى الطاقة والمواد الغذائية الأساسية للتعامل مع مختلف الأنشطة البدنية والعقلية، فمن الأهمية بمكان بشكل خاص إعطاء الأولوية للأطعمة التي توفر هذه الفوائد.
إن الثراء الغذائي والمحتوى المنخفض من السعرات الحرارية للفواكه الموسمية الطازجة يجعلها خيارًا مثاليًا للحلوى أو كوجبة خفيفة طوال اليوم. من المهم أن تضع في اعتبارك أن الفاكهة نفسها ليست هي التي تسبب زيادة الوزن في الليل، ولكن مزيج العشاء وتوقيته.
هناك مفهوم خاطئ حول الفاكهة، وهو أن تناولها كحلوى أثناء الغداء أو العشاء يسبب زيادة الوزن. لكن، لا يوجد على الإطلاق أي دليل يدعم هذه الفكرة؛ إنها مجرد كذبة أخرى لا أساس لها من الصحة.
السبب الحقيقي وراء زيادة الوزن يكمن في إجمالي المدخول الغذائي اليومي، وليس فقط الأطعمة اللذيذة. لا يقتصر الأمر على النهاية الحلوة للوجبة التي تساهم في ذلك، ولكن أيضًا المكونات الأخرى لتجربة تناول الطعام بأكملها. على سبيل المثال، إذا تناولنا اللحوم المقلية مع البطاطس المقلية على العشاء، تليها حصة من الفاكهة للتحلية، فإن الجزء الصغير من العنب (أو أي فاكهة أخرى) ليس هو الذي يساهم بشكل أساسي في التركيب الغذائي العام للوجبة.
مع مرور الوقت، يميل السلوك النموذجي للأفراد إلى أن يكون له آثار سلبية. من الضروري التفكير في التجديد وإعطاء الأولوية للراحة مع اقتراب فترة ما بعد الظهر. إن تناول وجبة عشاء ثقيلة غنية بالدهون، بغض النظر عن تناول الفاكهة للتحلية، يمكن أن يعيق عملية الهضم، ويزيد من خطر الإصابة بالسمنة، ويعيق القدرة على النوم بسهولة.
وفقًا لأخصائي التغذية، فإن العشاء المغذي الذي يحترم الإرشادات الموصى بها يمكن أن يساهم في نوم مريح؛ تناول الفاكهة فقط أو تناول شيء صغير على العشاء يمكن أن يكون له تأثير عكسي، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من متلازمة الأكل الليلي.
آمل أن تتمكن من خلال هذه المعلومات من معرفة المزيد حول ما إذا كان من الجيد تناول الفاكهة في الليل.